Sunday 29 June 2008

رؤية فلسفية حديثة في تحدي القران المعجز _ معجزة القران

رؤية فلسفية حديثة في تحدي القران المعجز _ معجزة القران

تبذل العديد من الجهود لتجلية القرآن على أنه معجزة من الناحية اللغوية. وبالرغم من وفرة الدراسات القرانية، إلا أنه ليس هناك تفسير موجز يوضح أين تكمن المعجزة القرانية تحديداً من خلال توظيف الدراسات القرانية الحديثة واستخدام مفهوم محدد للمعجزات في فهم التحدي القراني. وفي ضوء صيغة جديدة لمفهوم المعجزة يمكننا أن نصوغ نقاشاً أقوى حجة يلخص المعجزة القرانية بكليتها.

يخبرنا مؤلف القران أنه كتاب موحى من االسماء، وبالتالي فقد أقحم الله المششكين بالقران في تحد لدحضه، حيث تحدى القران البشرية بأن تضاهي النص القرآني وأن تأتي بمثله ولو في أقصر سورة بحيث يقود عجزهم عن ذلك منطقياً إلى الاعتراف بالمصدر الإلهي لهذا الكتاب.

(وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين) (1)

يأمر الله الإنسانية هنا على سبيل التحدي و للبرهنة على مصدر القرآن الإلهي أن تحاول الإتيان ولو بجزء من مثله، واستحالة ذلك تقتضي ضمناً إقامة الدليل على أن هذا القران ليس من قول بشر وإنما هو وحي يوحى.

إذا كان القرآن معجزة، فما هي إذن العوامل التي تحدد إعجاز القرآن؟ تعتمد اللغة العربية على ثمان وعشرين حرفاً بالإضافة إلى عدد محدود من الأبنية النحوية، وهذا العدد المحدود من الأحرف والأبنية يسمح لأي تعبير في اللغة العربية بالتشكل إما في قالب شعري أو نثري.

والشعر وسيلة تعبيرية تخضع لمقاييس الوزن والقافية وتوظف أنماطاً إيقاعية محددة وصارمة، حيث أن موسيقى الشعر العربي تخضع لتقسيم إيقاعي يسمى "البحر". وهناك ستة عشر بحراً موسيقياً في اللغة العربية وهي: الطويل، البسيط، الوافر، الكامل، الرجز، الكفيف، الهزج، المتقارب، المنسرح، المقتضب، المتدارك، المديد، المجتث، الرمل، الخبب، السريع. ومن منظور أدبي فإن أي قصيدة شعرية لابد أن تبنى على أحد هذه البحور الموسيقية وتلتزم به. (2)

أما النثر العربي فيسمى بالكلام المنثور (غير المنظوم)، مما يعني أنه لا يخضع للأنماط الموسيقية كالشعر، كما هو موضح أعلاه. والنثر العربي ينقسم إلى قسمين: المسجوع وهو النثر الذي فيه إيقاع، والمرسل وهو النثر الخالص الذي يخلو من الموسيقى والإيقاع. والإيقاع في السجع يوظف بشكل غير منتظم مما يجعله مختلفاً عن البحر.(3) أما المرسل فهو الشكل الأدبي الذي يستمر الكلام خلاله باسترسال دون تقطيع إيقاعي أو غيره، وهو يوظف في اللغة اليومية المحكية.(4)
وصفت الدراسات الحديثة على أيدي باحثين عرب معاصرين الأسلوب القراني على أنه شكل فني فريد. وبرغم أن بعض الآيات قد تتلاءم وإيقاع بحر معين إلا أن السورة بأكملها لا يمكن أن تقسم وفقاً لتقسيم البحور.

تقول كريستينا نيلسون ( Kristina Nelson): "وبرغم أن بعض مقاطع القرآن من الممكن تقطيعها وفقاً للبحور الشعرية إلا أنها لا تمثل طبيعة أنماط المقاطع الايقاعية القرانية بقدر ما هو اجتزاء أبتر للأنماط الإيقاعية." (5)

ولفهم هذه الخاصية القرانية لابد من النظر إلى النص القراني على أنه دمج أو مزج فريد بين الايقاعي وغير الإيقاعي، مما يخلق نموذجاً فذاً لا يمكن إدراجه تحت بحور الشعر، أو تحت النثر المرسل. لقد أدرك الباحثون في اللغة العربية من غير المسلمين خصوصية هذا النموذج المتفرد، وأكدوا أصالة النموذج القراني، بل ذهبوا أحيانا أبعد من ذلك فوصفوه بأنه نموذج من المستحيل مضاهاته.
"إن أبلغ كتاب العرب لم ينجحوا في الإتيان بمثل هذا القران" (6)

"لقد خاض بعضهم التحدي في عهد محمد عليه السلام، لكن محاولات تقليد القران الباقية، والمحاولات الساخرة المستهزئة من اللاحقين الذين كان من بينهم أسماء بارزة حاولت مضاهاة إبداع النصوص الإسلامية المتفردة، كل هذه المحاولات في القديم والحديث لم تؤثر قيد أنملة على حقيقة تفرد القران وإعجازه."(7)

"القرآن نص لا يضاهى، لا من حيث قوة حججه وبراهينه، ولا من حيث بلاغته وبيانه، ولا من حيث تركيبه ونظمه."(8)

"ومن وجهة النظر الأدبية، يعتبر القران نموذجا للغة الفصحى الخالية من أي شوائب، ولذلك اعتمد النحاة على تعابير وتراكيب معينة من القرآن في التقعيد للنحو العربي، كما باءت كل المحاولات لإنتاج نص في إبداعه وتفرد أسلوبه بالفشل" (9)

"لذلك ليس هناك أي احتمال في وجود تزييف أو خداع في النص القراني، وهذا ما يجعله متميزاً عن النصوص الدينية الأخرى. وإنه لمن الاستحالة بمكان أن هذا الرجل الأمي استطاع أن يؤلف كتاباً هو الأفضل في اللغة". (10)
"وحينما كان يطلب من محمد أن يأتي بمعجزة لإثبات صدق رسالته، كان يجيب بأن هذا الكتاب المعجز المبين هو الدليل على مصدرها الإلهي، وفي الواقع فقد أذهلت لغة القرآن البديعة حتى غير المسلمين، و قد سلب بكماله المتجانس وجاذبية موسيقاه وسهولة أدائه لب ذلك الشعب الفطري المولع بالبلاغة. إن سعة مقاطع كلماته، وتدرج إيقاعاته ونغمته المميزة كان لها أكبر الوقع في التأثير على أشد الناس عدائاً وأكثرهم شكاً " (11).

وخصوصية القران لا تنبع فقط من لغته الفريدة، وإنما من الانسجام بين أسلوبه الفريد و رسالته الكلية المتناغمة. وقد يدعي البعض أن استحالة مضاهاة القران سببها أن التحدي مبني على معايير غير موضوعية، حيث أنه متعلق باعتبارات جمالية بحتة، إنه بمثابة التحدي الذي يواجهه الفنان لو طلب منه أن ينتج عملاً فنياً مماثلاً لعمل فني آخر هو أكثر التزاما بالمعايير الجمالية الموضوعية. ولأن الجمال أمر نسبي في النهاية ، لا يمكن لهذه المهمة أن تتم. ولو أن القرآن صاغ التحدي على هذا النحو، لكان النقد صائباً في أن أي عمل عربي لن يستطيع دحض هذا النص. لكن وفقاً للعديد من الدراسات التي تتناول جماليات النص القراني وعمقه، لم يطلب الله سبحانه وتعالى مضاهاة الأسلوب الجمالي في القران، وإنما يتضح من الآية الكريمة "فأتو بسورة من مثله"، وفي ضوء ما سبق شرحه، أن المقصود من التحدي مضاهاة البنية اللغوية أو النسق الأسلوبي. وبهذا يكون التحدي موضوعياً، وموضوعية هذا التحدي تظهر من خلال الاختلاف المحدد بين الشكل الأدبي للشعر و النثر.

إن أسلوب القرآن يتجاوز طاقات اللغة العربية، فثمانية وعشرون حرفاً وعدداً محدوداً من القواعد التركيبية تحكم طاقة اللغة الإبداعية، لكن الطاقة الإبداعية للغة القرآن تتجاوز طاقات اللغة فتنتج كلاما يضم الأسلوب النثري المسجوع والمرسل والإيقاع الشعري المتمثل في البحور، دون أن يخضع لأي منها. لكن كل النصوص السابقة للقران والتي جاءت بعده لم تخرج عن هذين التصنيفين الشعر والنثر.

إن أسلوب القرآن لا يمكن أن يخضع للتصنيفين المحددين في اللغة العربية، ما يعني أن هذا الأسلوب الفريد يتجاوز طاقات اللغة، مما أثبت إعجازه على مدى 1400 سنة. وبذلك يكون من المنطقي التصديق بأنه وإن كان من المستحيل ظهور القرآن بشكل طبيعي، فبالنظر إلى محدودية اللغة العربية، يبدو التفسير الإعجازي لمصدر القرآن أكثر التفاسير منطقية.

بإمكاننا أن نلخص نقاشنا السابق كما يلي:

1) الشعر والنثر هما الشكلان اللذان تشملهما طاقة اللغة العربية.

2) الأسلوب القرآني جاء فريداً ومتميزاً، فهو لا يخضع لأي من الأنواع الأسلوبية في اللغة.

3) وبذلك يتجاوز القرآن طاقة اللغة العربية الإبداعية.

بما أن الفرضيات الثلاثة صحيحة ، فإن النتيجة ( 4) هي صحيحة بالضرورة.













Tuesday 24 June 2008

Islamic scholar voted world's No 1 thinker



Robert Tait in Istanbul
The Guardian,
Monday June 23, 2008

Does the movement inspired by Fethullah Gülen represent a modern brand of Islam, or a subtle attempt to infiltrate religion into secular Turkey ? The Guardian's religious affairs correspondent, Riazat Butt, reports from Istanbul

A hitherto largely unknown Turkish Islamic scholar, Fethullah Gülen, has been voted the world's top intellectual in a poll to find the leading 100 thinkers.
Gülen, the author of more than 60 books, won a landslide triumph after the survey - which is organised by the British magazine, Prospect, and Foreign Policy, a US publication - attracted more than 500,000 votes.

The top 10 individuals were all Muslim and included two Nobel laureates, the novelist Orhan Pamuk, who is also Turkish, at No 4, and the Iranian human rights lawyer Shirin Ebadi, in 10th.
The result surprised organisers, who attributed it to a sustained campaign by Gülen's followers, known as the Gülen Movement, after Turkey 's biggest-selling newspaper, Zaman, publicised the poll.

Prospect's editor, David Goohart, admitted to not having previously heard of Gülen and said his supporters had "made a mockery" of the poll. But he said the result flagged up significant political trends in Turkey .

"The victory of Gülen draws attention to the most important conflict in Europe, played out in Turkey between the secular nationalist establishment and the reforming Islamic democrats of the AK [Justice and Development] party," he said.

The AKP, which is allied to Gülen, is contesting a case brought by Turkey 's chief prosecutor to shut it down and ban it from politics for allegedly trying to usher in Islamic rule, in breach of the country's secular constitution.

A Gülen supporter, Bulent Kenes, who is editor-in-chief of Today's Zaman newspaper, denied the poll had been hijacked. "There are many people who promote Gülen's ideas, which contribute to world peace by urging international dialogue and tolerance."

Gülen, 67, is known for a modernist brand of Islam. He was cleared of trying to topple the state in 2006 after being charged over footage in which he apparently urged civil service supporters to await his orders to overthrow the system. He said the film had been doctored.
Gülen, who has lived in the US since 1998, is credited with establishing a global network of schools which preach Islam in a spirit of tolerance. He has been praised in the west for promoting dialogue and condemned Osama bin Laden as a monster after September 11.

This article appeared in the Guardian on Monday June 23 2008 on p17 of the International section. It was last updated at

Sunday 22 June 2008

الإلحاد الهجومي


Militant Atheism

الإلحاد الهجومي

في زمن مضى، ساد اعتقاد بأن أبناءنا وأحفادنا سيعيشون في عصر خال من الدين وما يحويه من أوهام الطفولية، وقد كانت الذروة الثقافية لذلك الجيل في الثامن من أبريل عام 1966 عندما نشرت مجلة التايم تحقيقاً رئيسياً بعنوان "هل مات الإله؟" يصف ظهور حركة جديدة سميت بـ "حركة موت الإله". وبعد ما يزيد عن الخمسين عاماً، يبدو ذلك الزعم أبعد ما يكون عن الصحة. فقد بات من المعلوم اليوم أن معدلات التدين عبر العالم- بما في ذلك العالم الغربي- آخذة بالازدياد منذ الثمانينيات. لقد ولَّدت حركة "موت الإله" اهتماماً متجدداً بالله والروحانية، وبدلاً من أن تتحقق التنبوءات الإلحادية بـ"عالم بلا إله"، بدأ الإيمان بالله وبالدين في النمو مجدداً إلى درجة أثارت دهشة من ينظر إلى هذه الأمور على أنها مجرد خرافات وأساطير وجلبت سخطهم الحاد. ومن رحم ذلك الانزعاج الشديد والإحباط ولدت حركة مضادة للتدين تعرف بـ " الملحدين الجدد " و أحياناً بـ " الإلحاد الهجومي".

احتل كتاب "وهم الإله" للمؤلف الشهير ريتشارد دوكينز (Richard Dawkins) المرتبة الأولى في قوائم الكتب الأكثر مبيعاً لعام 2006 في كل من أمريكا وبريطانيا ، وحقق كتاب هيتشنز "الله ليس عظيماً" هو الآخر مستوىً مماثلاً من النجاح، كما لاقت كتب أخرى تروج للإلحاد لكتَّاب كـ سام هاريس (Sam Harris) وغريلينغ (A C Grayling) و دانيال دينيت (Daniel Dennett ) إقبالاً واسعاً.

ما يميز هذا النوع من الإلحاد ليس محتواه الفكري، فالملحدون الجدد لم يأتوا بأي إضافة جديدة أوجوهرية مقارنة بما جاء به قادة الإلحاد الأوائل من أمثال هيوم وكانط، لكن ما يميزه كـ "تيار جديد" هو النبرة الحادة والسلوك الخبيث والعدائي تجاه الدين، فقد لجأ هؤلاء الملحدون الجدد إلى استئصال الدين بالقوة بعد مواجهة حقيقة أن الدين لن يضعف وينتهي من تلقاء نفسه. إن الإخماد القسري للدين هو أكثر سمات الإلحاد الجديد إقلاقاً فخطاب الاستئصال هذا يشبه الدين بالأعمال التخريبية والعدوى الخبيثة في سبيل تبرير محاولات محوه من حياتنا.

في مقدمة كتابه "وهم الإله"، يصرح دوكينز عن نيته في تحويل المؤمنين المتدينين إلى ملحدين بتحريرهم من سيطرة تنشئتهم العقيدية، كما أنه يرى في تنشئة الأبناء على هوية دينية شكلاً من أشكال ّ"التعدي على الأطفال".

أما غريلينغ (A C Grayling) فيصف الدين بأنه " أحد أسوأ مسممات الشؤون الإنسانية"(1)، بينما يشبه زميله في الإلحاد كريستوفر هيتشنز (Christopher Hitchens) المتدينيين بالفئران الحاملة للطاعون في رواية الطاعون لألبرت كاموس (2). ويوضح موقفه من الدين بقوله "لو أمكنني التلويح بعصا سحرية و التخلص إما من الاغتصاب أو الدين لاخترت التخلص من الدين"(3). دينيت أيضا كتب ما نصه: " أظن أنه لا توجد قوة على هذا الكوكب أكثر خطورةً علينا جميعاً من التعصب الأصولي في كل الأديان : البروتستانتية والكاثوليكية واليهودية والإسلام والهندوسية البوذية، إضافة إلى أعداد لا تحصى من أنواع العدوى الأصغر حجماً"(4).

سيتذكر المطلعون على الأيدولوجيات السياسية في القرن العشرين هذا النوع من الخطاب جيداً، فكما توضح تينا بيتي (Tina Beattie) ليس استخدام لغة الحقد في وصف العدو بالأمر الجديد، فقبل أن يقتل النازيون اليهود وصفوهم بأنهم حشرات طفيلية، وقبل الإبادة الجماعية في رواندا وصف الهوتو جيرانهم التوتسي بالصراصير.

وكما يبدو فإن الملحدين الجدد يلقون باللائمة على الأديان في التسبب بكل مشاكل الإنسان المعاصر، عدا عن ادعائهم بأن الدين يفسد جميع قيمنا ومنظوراتنا الأخلاقية وأنه المسؤول عن معظم أعمال العنف في العالم سواء في الماضي أو الحاضر.

ليس باستطاعة أحد أن ينكر وجود أفراد ‘متدينيين‘ ارتكبوا أعمال عنف حديثاً أو عبر التاريخ، لكن هذا التركيز على الأفعال السلبية لبعض المؤمنين والإدانة للدين بالجملة استناداً إلى أفعال أقلية من المتطرفين يولد نظرة قاصرة لا تترك مجالاً لنقاش أكثر دقةً حول سببات مثل ذلك العنف.

موقف داوكينز تجاه الدين.. يجعل منه بدرجة كبيرة "نيك غريفين" أو زعيم الإلحاد.

غالباً ما يظهر أسلوب تشويه السمعة هذا ضمن التصريحات الجامحة والتعميمات غير المبررة في الحوارات مع الحزب الوطني البريطاني (BNP) . فمثلا يصف نيك غريفين الإسلام بأنه "شرير وماكر " متجاهلاً الكثير من أوامر الدفاع عن العدالة في القرآن، وموقف دوكينز تجاه الدين وعدم رغبته بالاعتراف بأي توظيف جيد له يجعلان منه بدرجة كبيرة "نيك غريفين" أو زعيم الإلحاد.

إن الإلحاد الجديد أشبه ما يكون بحيوان جريح يجاهد يائساً في سبيل البقاء، وسيلجأ لأي وسيلة ممكنة في هذا الصراع. ومما يثير الدهشة بحق فيما نشاهده من مواقف بعض الملحدين الجدد أن هناك تشابهاً كبيراً بين مواقفهم ومواقف المتطرفين من المسلمين ومن الأصوليين المسيحيين.

يكشف سام هاريس عن مشاعر الازدراء بشكل جلي من خلال استعداده لتبرير أي استخدام للعنف مهما كان متطرفاً طالما أنه يرتكب في سبيل محاربة هذا التهديد المزعوم الذي يشكله الدين، ومن وجهة نظره فإن التهديد لا يكمن في الإسلام المتطرف فحسب بل في المسلمين بشكل عام.

برأي هاريس فإن "العديد من المسلمين يقفون على أعتاب البربرية الدموية للقرن الرابع عشر وإن أي شاهد منصف على الأحداث الحالية سيدرك أنه لا يوجد تساو أخلاقي بين استخدام القوة الذي تمارسه الديمقراطيات المتحضرة في العالم –رغم مثالبه- وبين العنف المميت الذي يمارسه المحاربون المسلمون أو الحكومات المسلمة"(5)، هذه الصورة القاتمة للإسلام تقود هاريس لاستنتاجٍ مفاده أنه لا بد لنا من إراقة الدماء في حرب الأفكار (6)، وأن التعذيب ليس أمراً مسموحاً به فقط بل هو ‘ضروري‘.(7).

"لا يمكننا أن نسمح لمخاوفنا بشأن الأضرار الجانبية أن تشلنا لأنه ليس لدى أعدائنا مخاوف مشابهة. تسير الحروب على نهج "قتل الأطفال أولاً"، وتجاهلنا للفرق الجوهري بين العنف الصادر عنا وذاك الصادر عنهم يعرضنا للخطر. نظراً لانتشار الاسلحة في العالم لم يعد بإمكاننا شن هذه الحرب بالسيوف، ومن المؤكد أن الأضرار الجانبية بمختلف أنواعها ستحتل جزءاً من مستقبلنا لسنوات عديدة قادمة." (8)

يجب علينا رؤية هذه الحركة الجديدة على حقيقتها دون أن ننخدع بخطابها الذكي الذي يتنكر على هيئة حارس للمنطق الحر النقي. إن المجتمعات الغربية الحديثة تقدر التسامح وقبول الآخر وترفض المطالبين بالقضاء على أي معتقد وأتباعه صحيحاً كان أم خاطئاً. وفي حين يتوجب علينا الحذر من التطرف الديني بجميع أشكاله، فإنه لا بد لنا -وللأسباب ذاتها- من خشية التعصب العلماني الذي يسيطر على الطبقات الفكرية في شكل من أشكال الإلحاد الهجومي، والذي لا ينبغي الاستخفاف بما قد يؤدي إليه من عواقب مدمرة.

Thursday 19 June 2008

Questions on Muslim apologetics : Q 2

Abdullah G said...

They say that keats is the best in the english language, but that doesnt mean that it is divine, so they say that the Qu'ran being the best in arabic doesnt equal divinity, esp for non arabs. Whats the reply?

Adam said...

I have to say that many Muslims don’t do justice to the topic of the “miracle of the Quran.” The above mentioned response from a detractor would be a justified one. The reason that this response has been given is because the advocate of the idea of the Miracle of Quran has not articulated the argument very well.

Firstly, in my humble opinion, the argument for the Miracle of the Quran is not to do with its meaning or eloquence, hence the case for the Quran is not one to do with aesthetic appreciation as such. However, there are scholars that have argued from this point of view. I on the other hand, believe it is too susceptible to refutation, i.e: it raises more issues than it resolves, notably in relation to the meaning and quantification of notions such as beauty, meaning, and of course, the issue of subjectivity.

So what then is the miracle of the Quran? The miracle of the Quran has to do with the mode of expression. Currently we have two types, prose and poetry and within these categories, there are sub-categorises (please see my debate on 18th April 08). The Quran does not fall into any of these categories. Basically, it is in a category, or ‘mode of expression’ of its own. Is this argument subjective? No, as objective measurements are required to identify the difference between prose and poetry. With that in mind, the Quran is established as a miracle, as the challenge to produce another piece with the same mode of expression has not been meet.

I have piece on the miracle of the Quran coming soon i.A, I hope this will suffice for the time being.

Tuesday 17 June 2008

People with higher IQs are less likely to believe in God, according to a new study.



a somewhat controversial article from the Guardian…


Professor Richard Lynn, emeritus professor of psychology at Ulster University, said many more members of the "intellectual elite" considered themselves atheists than the national average.
A decline in religious observance over the last century was directly linked to a rise in average intelligence, he claimed.
But the conclusions - in a paper for the academic journal Intelligence - have been branded "simplistic" by critics.

Professor Lynn, who has provoked controversy in the past with research linking intelligence to race and sex, said university academics were less likely to believe in God than almost anyone else.
A survey of Royal Society fellows found that only 3.3 per cent believed in God - at a time when 68.5 per cent of the general UK population described themselves as believers.
A separate poll in the 90s found only seven per cent of members of the American National Academy of Sciences believed in God.
Professor Lynn said most primary school children believed in God, but as they entered adolescence - and their intelligence increased - many started to have doubts.
He told Times Higher Education magazine: "Why should fewer academics believe in God than the general population? I believe it is simply a matter of the IQ. Academics have higher IQs than the general population. Several Gallup poll studies of the general population have shown that those with higher IQs tend not to believe in God."
He said religious belief had declined across 137 developed nations in the 20th century at the same time as people became more intelligent.
But Professor Gordon Lynch, director of the Centre for Religion and Contemporary Society at Birkbeck College, London, said it failed to take account of a complex range of social, economic and historical factors.
"Linking religious belief and intelligence in this way could reflect a dangerous trend, developing a simplistic characterisation of religion as primitive, which - while we are trying to deal with very complex issues of religious and cultural pluralism - is perhaps not the most helpful response," he said.
Dr Alistair McFadyen, senior lecturer in Christian theology at Leeds University, said the conclusion had "a slight tinge of Western cultural imperialism as well as an anti-religious sentiment".
Dr David Hardman, principal lecturer in learning development at London Metropolitan University, said: "It is very difficult to conduct true experiments that would explicate a causal relationship between IQ and religious belief. Nonetheless, there is evidence from other domains that higher levels of intelligence are associated with a greater ability - or perhaps willingness - to question and overturn strongly felt institutions."

I can see two assumptions here, first the old chestnut that Religion is not based on evidence and the second that people necessarily accept a belief when confronted with the evidence. I would say that the reason people don’t believe in God is more to do with psychological reasons, not that there is a lack of evidence. What do you think?
BTW Albert Einstein was a Deist!
Adam Deen

Thursday 12 June 2008

المحطة المقبلة .. المثلية الجنسية الإسلامية



لقد شهدنا الهجوم الذي شنَّه دعاة المثلية على الديانة المسيحية، فهل تظنون حقاً أنهم سيستثنون الإسلام في بريطانيا؟ أعتقد أننا بحاجة إلى تناول هذه المسألة بشكل مباشر، وأفضل وسيلة للدفاع في حالة كهذه هي الهجوم. أولاً، دعونا نصحو على حقيقة المشكلة: يوجد من المسلمين من يمارس نمط الحياة الجنسية المثلي، سواءً في السر أوالعلن. وأسوأ ما يمكن القيام به تجاه هذه الحقيقة هو إنكارها. كيف لنا أن نساعد هؤلاء الأفراد المضللين من المسلمين إذا كنا ننكر وجودهم في الأساس؟ إن لم يتواجد لدى المسلمين شبكة دعم متخصصة لمعالجة هذه المسألة ومساعدة أفرادها في التغلب على الصعوبات وتجاوز فتنة كهذه، فسنخسر حتماً من لديه من المسلمين ميول لممارسة أنماط حياة أخرى ‘بديلة‘. علينا أن ننظر إلى المثلية الجنسية على أنها مجموعة من التصرفات التي يمكن السيطرة عليها- إذا وجدت الرغبة في ذلك- وإلا فإننا سنخسر هؤلاء لصف الليبراليين وخطاب "لقد ولدتَ بجين المثلية الجنسية". كم من المساجد برأيكم فيها أئمة قادرون على التعامل مع هذه القضية على نحو ملائم ؟ بدلاً من الاكتفاء بـ " حرام يا أخي " .

أرى أيضا أنه من المهم التمييز بين الأفكار المثلية والسلوك المثلي. دعاة المثلية حريصون جداً على إثبات كون الميل المثلي يتحدد وراثياً، ليستنتجوا من ذلك أن هذا الميل 'طبيعي' مما يجعله بالتالي أمراً مقبولاً اجتماعياً وأخلاقياً. هذا على الرغم من أن نتائج الأبحاث الخاصة بجين المثلية – الذي لا يزال مراوغاً - بعيدة عن القطعية. لكن حتى وإن قبلنا بذلك كحقيقة علمية، فهذا لا يعني أن تحويل هذه الأفكار إلى سلوك مثلي يعد صائباً من الناحية الأخلاقية. فافتراض أن ميولنا الجنسية يتم تحديدها من خلال بنيتنا الوراثية وأنها بالتالي ‘طبيعية‘ومن ثم ‘سليمة‘، يخلق معضلات أخلاقية أكثر غرابة من تلك التي يحلها. وذلك لأنه إذا تم الحكم على أي سلوك بأنه ‘سليم‘ لمجرد كونه 'طبيعي' ، فإن السلوك المثلي لن يكون السلوك الوحيد الذي سيتم تشريعه. بل إن جميع أنواع السلوك الغير مقبول (أو الذي لم يتم قبوله بعد) بما في ذلك الشذوذ الجنسي كممارسة الجنس مع الأطفال ستغدو مقبولة أيضاً إذا أمكن لأحدهم أن يثبت وجود جين خاص بالاعتداء الجنسي على الأطفال والذي – بالمناسبة – يدعي بعض العلماء وجوده. إن أي صاحب تفكير سليم لن يؤيد مثل هذا السلوك! بل سيسعى عوضاً ذلك للبحث عن مساعدة لأصحاب مثل تلك الميول حتى يتمكنوا من السيطرة على رغباتهم ويمتنعوا عن الانجراف خلفها. معنى ذلك أن كون ميولنا طبيعية لا ينتج عنه يالضرورة ومن خلال الاستنتاج المنطقي أن تصرفاتنا المنبثقة عنها سليمة. وإضافة إلى ذلك فإن الله لا يدين الأفكار المثلية (بل إنه سبحانه لايعاقب على أية أفكار سيئة، وإنما يريد منا اجتنابها كي نحمي أنفسنا) ولكنه سبحانه يدين السلوك والانحراف الذي قد تولده مثل تلك الأفكار.

عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى قال : (( إن الله - عز وجل - كتب الحسنات والسيئات ، ثم بين ذلك ، فمن هم بحسنة ، فلم يعملها ، كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها ، كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبع مئة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، وإن هم بسيئة ، فلم يعملها ، كتبها عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها ، فعملها كتبها الله سيئة واحدة )) . رواه البخاري ومسلم .

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : (( إن الله تعالى تجاوز لأمتي ما حدثث به أنفسها ، ما لم يعملوا به أو يتكلموا )).
إن كنت تظن أن نمط الحياة المثلي يمارسه وينخرط فيه فقط من يسمون "المسلمون الليبراليون" أو "المسلمون بالثقافة" كما يسمون أنفسهم أحياناً، فأنت مخطئ حتماً. هناك منظمات مثل 'منظمة إيمان' و 'منظمة الفاتحة' في الولايات المتحدة تؤمن بشرعية عيش حياة إسلامية تتضمن ممارسة المثلية وتدعي أن الشريعة الإسلامية لا تتضمن أية أوامر بخصوص النشاط المثلي، أو أن تلك الأوامر ليست صالحة ليومنا هذا. قبل أن نتمكن من تناول صواب أو خطأ المثلية، علينا أن نسأل: كيف نقرر إذا كان هناك فعلاً ما يسمى بـ 'الصواب' أو 'الخطأ'. نحن المسلمون نؤمن بأن الله هو أعظم كيان مثالي يمكن تصوره، وهو بحكم تعريفه يتصف بالخيرية المطلقة. من هنا فإن الله في كماله، خاطب بطبيعتة الخيرة مطلقاً الإنسانية بمبادئ توجيهية والمعروفه لدينا باسم الشرائع والتي تصبح بالنسبة لنا واجباتٍ أخلاقية مثل: يجب أن لا تسرق، أن لا تأكل لحم الخنزير، وأن لا تلحق الأذى بالآخرين. ما يجعل هذه الأوامر صائبةً أخلاقياً هو النظر إليها على أنها أوامر إلهية يمكن إرجاعها الى مصدر مباشر منبثق عنه سبحانه. وأوامره سبحانه ليست مزاجية بل تنبعث بالضرورة من طبيعته الكاملة.

المسلم هو الذي يستسلم لإرادة الله

يقع هذا المفهوم في صميم العقيدة الإسلامية. وأصل كلمة «مسلم» هو: من استسلم لإرادة الله، والتعريف الدقيق للمسلم هو من سلَّم إرادته وأعماله وإيمانه وعقله لله. وقد أعطانا الإله الحق- الذي هو باعتقادنا حقيقية وليس أسطورة- أوامر فعلية للتعامل مع كل مسألة جادة قابلة للصواب أوالخطأ.

قال تعالى : "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا". ]سورة النساء: 65[

قال تعالى: " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا" ]سورة الأحزاب: 36[

قال تعالى: " الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا " ]سورة المائدة: 3[

قال تعالى: " وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ" ]سورة التغابن: 12[

قال تعالى: " إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ · وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُون" ]سورة النور: 51[

قال تعالى : " وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ" ]سورة النساء: 64 [

قال تعالى: " وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا" ]سورة النساء: 115 [

يتضح من الإشارات القرآنية أنه من الواجب على المسلمين طاعة الله والخضوع لإرادته وأن هذه هي السبيل لعيش حياة فاضلة، غير أن كثيراً من المسلمين أصيبوا بعدوى الشبهة التي مفادها: أن فعلاً ما يعد مقبولاً بمجرد شعورك بأنه كذلك. ومن ثم يتناول الناس مسألة الصواب والخطأ لا على أنها مسألة حقائق، بل على أنها مسألة ذوق. لا توجد قيم موضوعية في ما يتعلق بالمسائل الذوقية، بل كما يؤكد حكمك على الآيس كريم بأنه طيب الطعم أن: " آيسكريم الفستق لذيذ الطعم بالنسبة لك وليس لي". هكذا يتم توسيع هذا النوع من المواقف النسبية لتشمل القضايا الأخلاقية: "هو صواب بالنسبة لك ولكنه ليس صواباً بالنسبة لي". وبداية، أعتقد أنه من المهم جداً أن نفرق بين التزاماتنا الأخلاقية ومشاعرنا أو ردود فعلنا تجاهها. علينا أن ندرك أن التزاماتنا الأخلاقية تجاه الله مستقلة عن حالة الشعور بالذنب أو عدمه تجاه الأفعال المعنية. عندما نفشل في تلبية أوامر الله، فنحن مذنبون أخلاقياً. وإذا تم فرضاً تخديركل شخص في العالم إلى درجة يشعر عندها أن القتل العشوائي للناس صواب أخلاقياً، فإن تشريع الله المتعلق بفعل القتل العشوائي سيظل العامل الحاسم في تحديد قيمة هذا الفعل الأخلاقية وسيظل للفعل قيمة أخلاقية سلبية، بغض النظر عن مشاعر الناس حياله.

"في غياب الله، يصبح كل شيء مباحا"ً

ويترتب على ذلك أيضاً أنه إن لم يكن الله موجوداً فإن مسألة الصواب والخطأ ستصبح مسألة نسبية تابعة لآرائنا الخاصة. وكما قال الروائي الروسي دوستويفسكي " في غياب الله، يصبح كل شيء مباحاً". و ستصبح الأخلاق نتيجة ثانوية للتطور الاجتماعي البيولوجي الذي يختلف من مجتمع إلى آخر. ومن ثم لن يعود لشيء في الواقع قيمة أخلاقية، بما في ذلك المثلية الجنسية. إذا أراد المسلمون إثبات شرعية المثلية، فأن أفضل طريقة للقيام بذلك هي باتخاذ موقف إلحادي. ولكن المشكلة أن المثليون لا يريدون أن يلحدوا ويناشدوا أحكاماً أخلاقية كـ" لا للتمييز" ليصلوا من خلالها إلى أن أنه من الخطأ التمييز ضد المثليين جنسياً. يبدو إذن أن هناك مشكلة مفاهيمية تسبب هذا التوتر. وما توصلت إليه هو أن العديد من المسلمين استسلموا لله روحانياً ولكنهم لم يسلموا عقولهم لله (أرجو أن لا يساء فهمي على أنني أشير إلى عدم وجود حرية فكرية في الإسلام). ما أقصده هو فقط أنهم لا يفكرون كمسلمين...كشخص سلّم كامل وجوده إلى الإسلام، بما في ذلك نظرته الأخلاقية.

إن المسلمين العلمانيين/ الليبراليين يتناولون القضايا الأخلاقية بناءً على فلسفة مسبقة - عادة ما تكون ليبرالية- تشكل وتستوعب الإطار الإسلامي. وعندها لايغدو الحق والباطل أمران يحددهما الله، بل يحددهما مبدأ مبني على أسس عشوائية، يشكل إطار الإسلام الأخلاقي تبعاً لفهمه الخاص للصواب والخطأ.

على أية حال، تبعاً لما ذكرناه مسبقاً فإن الأخلاق ليس لها معنىً إلا بوجود الله لننسبها إليه، ومن ثم للإجابة عما إن كانت المثلية صائبة أم خاطئة أخلاقياً، علينا أن نرجع إلى حكم الله في هذه المسألة. إذا استندنا فقط إلى أطرٍ نسبية بمعزل عن الله فإن موقف كل من مضطهدي المثليين والمدافعين عنهم سيكون له فعلياً نفس القيمة الأخلاقية، لأنه حينها لن يكون هناك وجود فعلي للصواب والخطأ.

ومن هنا، إذا نظرنا إلى القرآن والسنة سنجد أن المثلية الجنسية محرمة، مما يجعل هذا الفعل خاطئاً من الناحية الأخلاقية.

(1) بصفتنا مسلمون فإننا ملزمون باتباع إرادة الله.

(2) نحن نستمد شرع الله من الوحي (القرآن والسنة).

(3) يحرم الوحي السلوك المثلي.

(4) لذلك، يعد السلوك المثلي مخالفاً لإرادة الله. أي خاطئٌ أخلاقياً.